سقطت حلب، و انقضت معها سنوات من النضال الثوري، دفع الشعب خلاله ثمنًا غاليًا جدًا، آلاف الشهداء و أضعاف أضعافهم من الجرحى، عائلات مقطوعة، و نساء أرامل، أطفال أيتام، و آباء بلا أبناء، و فصائل معارضة حافظت على خط بياني متصاعد من الخلاف و التفرقة، انتهى بنقل مقاتليها بباصات خضراء، لطالما كانت رمز فرحة و شماتة لموالِي نظام الأسد و شبيحته.
يسجّل السوريون اليوم تاريخ “22/12/2016” في قلوبهم قبل عقولهم و مذكراتهم الورقية، اليوم امتلأت صفحات التنسيقيات، و مواقع الأخبار بكل اللغات، بخبر واحد فقط، “سقطت حلب”.
صدى السقوط يقرع دواخل المهجّرين قسرًا، الذين يبحثون الآن عن مأوى في جو ثلجي عاصف، يلفح البرد فيه وجنات الأطفال الذين فقهوا و ما زالت أظافرهم ناعمة، أنّ الحق في هذه الدنيا مهضوم، يلوكه المجتمعون كل يوم في قاعات الأمم، و في غرف قادة بلادهم الذين أجمعوا على أن يختلفوا ما بقي الدم في عروقهم.
ودّع أهالي حلب مدينتهم بالدموع، بعبارات التحدي و العودة، أحرق بعضهم منزله؛ شقاء عمره، رفض أن يقدم ما يملك السلطة عليه لمرتزقة قدِموا من إيران و أفغانستان و لبنان ليسموا مدينته بـ “يا حسين”، في وقت لم يتورّع فيه ولاة أمر حلب من أن يقدموا و لو تنازلًا واحدًا في سبيل وحدة كانت قد تمنع سقوط ما ولّوا أنفسهم السلطة عليه؛ رقاب الشعب، و كل حلب.
المصدر (مرآة سوري)
كل الشكر لكم زملائي الأحرار.
00905392008361
5/7/2017
Skype : mohammad.baraa14
