“كانت مهمتنا الأساسية في تركيا تقوم على جمع وتحصيل المعلومات أو تصيد بعض المطلوبين من قبل النظام السوري”، تروي أم فرات، إحدى عميلات النظام السوري سابقًا، عقب هروبها برفقة شقيقتها من العاصمة التركية أنقرة، باتجاه إحدى المدن الألمانية مؤخرًا، فيما تعلق شقيقتها قائلة “لم يكن هناك خيار، إما الهروب أو الموت”.
اقرأ أيضاََ : استغلال الإعلاميين وإبتزاز أُسر المعتقلين من قبل "وسيم سعد الدين" بإسم مكتب "نذير الحكيم" مع التهديد ... "فيديو" (اضغط هنا)
أوائل 2015 تقريبًا، شرعت أم فرات وشقيقتها بالعمل لمصلحة النظام السوري، وذلك عقب قيامهن بالتغلغل داخل مكونات النسيج السوري في تركيا، وخاصة ضمن شرائح الأثرياء منهم. ونجحن في تكوين شبكة كبيرة من العلاقات، مكنتهنّ لاحقا من الحصول على معلومات استخباراتية هامة، كما سهلت عملية تعقبهن لعدد من الشخصيات أو الأفراد، ممن تورط بعضهم بمصالح وعلاقات سابقة مع النظام السوري.
اقرأ أيضاََ : بالصور والفيديو - ابتزاز الناشطة الاعلامية "أريام الحسيني" من قبل "ابراهيم الصمادي" عن طريق التشهير بها بـ ’’حوران’’ . (اضغط هنا)
استخبارات نسائية لجمع المعلومات و تعقب المطلوبين
تقوم عميلات النظام في تركيا، مقابل أجور مادية شهرية، بتشكيل حلقات نسائية استخباراتية صغيرة، كل حلقة تضم 7 أو 8 نساء، ترأسها عملية مرتبطة بالنظام بشكل مباشر، تعمل على توجيه تلك النسوة وتنظيم مهامهن، كما توفر الحماية لهن. “داخل تركيا كنا نعيش حياتنا بشكل طبيعي، بداية كان عملنا يقتصر على تكوين معارف وعلاقات، وخاصة بين أوساط الطبقات المخملية الهاربة من سوريا”، تذكر أم فرات، وهي واحدة من النساء التي تم تجنيدهن في تركيا، بعد أن تواصلنا معها خفية عن طريق أحد أقاربها.
اقرأ أيضاََ : الشاعر "ابراهيم الصمادي" .. عمليات نصب واحتيال وتشبيح بالوثائق نقلاََ عن مدونة الاستحقاق . (اضغط هنا)
وتردف “لاحقًا وبعد تكوين شبكة هائلة من العلاقات، أصبحنا نقوم على جمع المعلومات المطلوبة منا، كالحصول على معلومات حول النقود يلي يتم تحويلها للفصائل المعارضة في سوريا، وخاصة الموجودة في حلب وقتها”، وتضيف أن المعلومات المطلوبة شملت أيضًا ما يتعلق “بالممولين والداعمين الفعليين المتواجدين في تركيا، ومعرفة المبالغ التي يقومون بإرسالها، لتمويل الفصائل” العاملة في سوريا.
اقرأ أيضاََ : "نزار الحراكي" سفير الإئتلاف في الدوحة .. هل يحتاج الى اعادة تأهيل اجتماعي أم أنه قليل تربية ؟ (اضغط هنا)
لم تكن المعلومات تخص المعارضة المسلحة أو بعض الضباط المنشقين عن النظام فحسب، بل تعدت ذلك لتشمل أيضًا أشخاصًا كانوا يمثلون النظام نفسه، أو تربطهم به على الأقل مصالح وعلاقات سابقة، كما توضح أم فرات البالغة من العمر 28 عامًا: “كنا نقوم أيضا بمراقبة وتعقب بعض الشخصيات الهامة، بينهم رجال أعمال أو تجار كبار، ممن يمتلكون معلومات خطيرة تخص النظام السوري”.
وتوضح “أحيانًا كان يتم رصد مبالغ مالية ضخمة لقاء شراء معلومات تخص بعض الأسماء المطلوبة من قبل النظام”، و ردًا على سؤالنا حول الأسباب التي دفعت النظام للسعي وراء هذه الفئة، تجيب العملية السابقة باقتضاب “تصفية حسابات قديمة”، لافتة إلى أن بعضهم شهود عيان على أحداث مهمة، من الممكن أن تدين النظام مستقبلًا.
وتجارة آثار أيضًا
لم يقتصر دور العميلات في تركيا على جمع المعلومات فحسب، بل كان لهن دور فعال أيضًا في الوصول لبعض التجار الكبار من السوريين وغير السوريين، ممن قاموا باستلام المئات من القطع الأثرية والتماثيل المهربة، بالإضافة لكميات هائلة من الذهب، كلها تم تهريبا من سوريا، وخاصة من تدمر وحلب القديمة، “كنا نقوم بعقد صفقات وهمية أو حقيقية للوصول لتاجر معين”، تشير أم فرات.
اقرأ أيضاََ : بالفيديو والصور - أنت عميل اذا فضحت فسادي .. هرطقات موالي طبال الائتلاف السوري "نزار الحراكي" في الجنوب السوري . (اضغط هنا)
وتتابع “كنا نقوم بالتواصل مع تجار صغار ونعقد معهم صفقات بيع حقيقية، بغية الوصول للتاجر الأكبر”، مشيرة أيضًا إلى أنه كان يتم تقديم مبالغ كبيرة قد تتجاوز 15 ألف دولار، لبعض السماسرة أو التجار، والذين يدلون بمعلومات تؤدي للوصول إلى التاجر المطلوب، “حينها كان يتم تنظيم صفقة وهمية مع هذا التاجر، للإيقاع به لاحقًا”، تختم أم فرات.
وعام 2015 قالت ايرينا بوكوفا، مديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو، الاربعاء إن المواقع الآثارية في سوريا تنهب “على نطاق مذهل”.
المصدر : souriali
كل الشكر لكم زملائي الأحرار
00905392008361
2/5/2018
Skype : mohammad.baraa14