whatsapp

آخر التعليقات

أحدث المواضيع

الأحد، 18 فبراير 2018

في ذكرى استشهاده.."أبو فرات" مدرسة ثورية انتصرت بأخلاقها قبل بندقيتها على الأسد

في ذكرى استشهاده.."أبو فرات" مدرسة ثورية انتصرت بأخلاقها قبل بندقيتها على الأسد
   أبو فرات
نسر هنا..ونجمة هناك..يرمق كتفيه أكثر وأكثر، وكأي ضابط وصل إلى رتبة "مقدم" راح "يوسف الجادر" الضابط الأسمر ابن مدينة "جرابلس" يحلم بالترقية والترفيع لرتبة أعلى وأعلى… عقيد…عميد…إلخ.

لم ينتبه أبو فرات، الذي استشهد في مثل هذا اليوم عام 2012 إلى أنه يؤدي "تحية العلم" الصباحية في ساحة الفوج عندما أطلق لعينيه الحادتين عنان التأمل في الأفق الممتد أمامه من جبال مدينة اللاذقية، تتسلل إلى أذنيه ومن دون سابق إنذار فاتحة النشيد السوري "حماة الديار"، بدت له أنها قد خرجت من حنجرة قبيحة صدئة قد أدمنت النشاز بل وتفتقر لأي حس موسيقي أو حتى بشري، نشاز وقبح تمكنا من إخراجه من كرنفال تأملاته على حين غرة، واغتالا دون هوادة أو رحمة حالة العشق الصوفية التي بدأها "يوسف" لتوه مع سماء وغيوم اللاذقية.

عرف أبو فرات أن من ينهق بسيمفونية النشاز التي أطبقت على روحه الآن هو ضابط أمن اللواء المتسمر إلى جانبه كعامود اسمنتي بارد، ولم يعر للأمر بالا، فلطالما عهد مثل تلك الشخصيات بهذا الحس الحيادي الميت بكل تفاصيل حياتها.

بعد 22 عاما من الخدمة، جاءت اللحظة التي تأكد فيها الضابط "يوسف الجادر" أن "حماة الديار" ليسوا سوى "حماة بشار"، حين جاءه الأمر العسكري الذي سيتكلف بموجبه تحريك دبابته -وهو الذي يشغل منصب قائد لكتيبة دبابات في فوج "وجيه الحسن" في "الفاخورة- أسطامو"- قضاء مدينة اللاذقية، لتأخذ أماكنها في مرابض الرمي وتبدأ بقصف تجمعات من أسماهم قائد وحدته بـ"الإرهابين والمخربين" في منطقة "الحفة" في ريف اللاذقية.

*ضابط حر
نسر هنا..ونجمة هناك..حذاء "يوسف" يعرف تماما أي نوع من المعدن الرخيص ذلك الذي يدوسه الآن، نجمة ونسر لا يساويان شيئا عندما يتعلق الأمر بقرار قتل أهله وأبناء شعبه، لم يتردد "يوسف" بالانشقاق عن من أسماهم "القتلة والمجرمين" من مرتزقة الأسد وميليشياته الطائفية.

وسرعان ما أعلن انشقاقه في 15-7-2012، وليعلن انضمامه لتجمع الضباط الأحرار بعدما تمكن من الوصول للأراضي التركية، بعد 3 أيام أمضاها في تركيا دخل الأراضي السورية، ليبدأ أول فصل من فصول نضاله ضد من كان يعتبرهم "نشاز"، ولتبدأ بدخوله حكاية قائد بدا أنه سيصبح لاحقا أيقونة من أنفس أيقونات الثورة السورية وقائدا في عداد قاداتها الميدانين الأبرز.

من "لواء التوحيد" الذي انضم إليه برتبة عقيد في 22-7-2012، وشغل منصب قائد أركانه، أعلن "الجادر" الهجوم على قوات الأسد وميليشياته الطائفية، فراح يقود العمليات العسكرية مع زميله قائد "لواء التوحيد" (حجي مارع) "عبد القادر الصالح" على جبهات مدينة حلب، كمعارك تحرير أحياء "صلاح الدين" و"سيف الدولة" وصولا إلى المعركة الأهم والأشرس في تاريخ قتاله الميداني، وهي ما أطلق عليها "معركة ثوار الخنادق" التي كان يهدف "الجادر" ورفاقه من خوضها كقائد ميداني تحرير أهم معاقل النظام بل وأقوى نقاط ارتكازه في مدينة حلب وهي "مدرسة المشاة" التي تبلغ مساحتها 9 كم مربع وتضم 3 آلاف جندي وعشرات الدبابات والتشكيلات المدرعة بالإضافة إلى كم كبير من الأسلحة والذخائر.

لم تطل المدة التي تحول فيها حلم العقيد "أبو فرات" إلى حقيقة، فبعد حصار دام أكثر من أسبوعين للمدرسة، تمكن "لواء التوحيد" من دخول المدرسة وتحرير أجزاء واسعة منها، بمساعدة عدة ألوية تابعة للمقاومة السورية كـ"لواء عندان" و"لواء الهجرة" و"كتائب الباز" و"كتيبة السلطان محمد الفاتح".

تحرير أراده أبو فرات أن يبث بشكل حي ومباشر على مرأى ومسمع كل العالم مبشرا بذلك بعقد النية على تحرير مدينة حلب بالكامل.

مدرسة ما كانت لتتحرر وهي المدججة بكل هذا الكم الهائل من العتاد والجنود، إلا برجالات قد نهلت وتعلمت في مدرسة أبي فرات ورفاقه.

تلك المدرسة التي وصفها مراقبون "بالأخلاقية" والتي يفسر مبادئها وأهدافها ما قاله أبو فرات يوما: "النصر لا يأتي بالطائرة ولا الدبابة ولا بالصاروخ، النصر يأتي بالإيمان والعزيمة وعدالة القضية التي نقاتل من أجلها….".

هذه هي مدرسة "أبو فرات" الثورية التي برعمت بين فصائل المقاومة السورية على أركان ثلاثة هي "شيم - قيم- أخلاق". وهي ذاتها المدرسة التي رفعت يدها يوما في وجه رفاقه ممن حاولوا قتل عناصر كانوا قد أسروهم من قوات النظام أثناء تحرير بلدة "فافين" بريف حلب أواخر عام 2012 صارخا فيهم
"أهذه شيمنا وقيمنا الأخلاقية؟..نحن أفضل منهم".

*المكالمة الأخيرة
ولأن الأبطال فطروا على اختيار الرحيل والموت على أن يختاروا الخيانة والتخاذل، هكذا كان خيار "أبو فرات"، فقبيل تحرير مدرسة المشاة بشكل كامل وحسب شهادة سابقة لابنه "أحمد الجادر" وبتاريخ 15-12-2012 تحديدا تلقى أبو فرات مكالمته الأخيرة على جهازه اللاسلكي "القبضة"، والمكالمة تفيد بأن بعضا من "عناصر الثوار" يقومون بتحميل الذخيرة والأثاث في الشاحنات، فرد "الجادر" على القبضة "الله لا يسامحكن".

خائن هنا..متسلق على الثورة هناك..أما اصبع "يوسف الجادر" تعرف تماما الآن كيف تضغط الزناد لتفرغ بكل ما في مسدسه من طلقات في رؤوس أولئك الذين تمردوا على تعاليم مدرسته، ممن راودت لهم أنفسهم أن يشذوا عن منهجها الأخلاقي، متوجها على الفور مع ثلاثة من قادة المعركة منهم "أبو يزن وعمر البيانوني" لمحاسبتهم والنيل منهم، لكنها صدفة "اللحظة الخطأ" كانت له بالمرصاد، إذ تزامنت لحظة خروجه مع خروج رتل للنظام من معسكر التدريب الجامعي القريب لمؤازرة عناصره الفارين من المعركة، صدفة كانت أسرع من لهفته للوصول ومحاسبة "الخونة"، إذ باغتته قذيفة دبابة تابعة لقوات النظام سقطت بقربه بعدما حوصر في المكان الذي قضى فيه، فقضى بعيد تلاوته لبيان التحرير بساعات تحرير مدرسة كان اسمها "مدرسة المشاة"، وأصبح أسمها الخالد في ضمير كل سوري حر "مدرسة العقيد الشهيد يوسف الجادر".

يقول "أحمد يوسف الجادر" لـ"زمان الوصل" أيضا "والدي الذي خرج نصرةً لهذه الثورة لم يخرج إلا لإيمانه العميق بعدالتها، وبأن الشعب خرج للمطالبة بحقوقه المسلوبة، ولمعرفته ايضاً بإجرام النظام، حيث كان ضابطا في صفوف الجيش السوري.

وأضاف "والدي كان يُؤْمِن ايضاً بوحدة الأراضي السورية وكان يحزن لكل قطرة دم تراق في سوريا دفاعاً عن النظام المجرم، والكلمة التي قالها قبل استشهاده أكبر دليل على خطابه الجامع وإيمانه العميق بأن سوريا هي لكل السوريين". 

واعتبر "أحمد" أن السوريين الآن يفتقدون إلى القيادة الوطنية التي تجتمع عليها كل قلوب السوريين، كما اجتمعت على الشهيد "أبو الفرات" رحمه الله.

وختم "الجادر" قائلا "أتمنى من كل شرفاء الثورة عدم القبول بأي حل سياسي لا يحفظ العهد الذي استشهد من أجله شرفاء الثورة، برحيل هذا النظام المجرم، وبناء دولة تحفظ لكل سوري كرامته وعزته، لأن أي حل جزئي أو ناقص هو خيانة لدماء الشهداء".
عبد الحفيظ الحولاني - زمان الوصل
كل الشكر لكم زملائي الأحرار

00905392008361
18/2/2018
Skype : mohammad.baraa14

التقارير الكيدية في تركيا وتبعاتها وصولاً لقرار الترحيل وكيف التعامل معهم ... قبل موسم الحصاد وبعده

الاعتقالات التعسفية بناء على التقارير الكيدية في تركيا ضمن حلقة #مباشر | #أحمد_رحّال .. لماذا اعتقل ؟ وما هو مصيره؟ #تفاصيل  #أورينت للمشاهد...

للإشتراك بموقعنا

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner